Tuesday, February 19, 2013

تغريد الطيور



تغريد الطيور


قد تتلاشى بقايا ذاكرتي لأيام الجامعة ولكن تبقى كلمة لا زلت أذكرها حينما دخل ذلك الدكتور الكهل الكردي الأصل على القاعة وهو مثقل بهمّ لم يحكي لنا عنه شيئاً , لاندري هل لأننا صغار على الهموم ؟ حاول أن يفرش الأرض بمافي صدره لكنه تماسك و أخذ نفساً عميقاً وقال بفمه الذي يتدلّى عليه شعر شاربه الأبيض وتزيّن أسوراها لحيته البيضاء وكأنه منظر لقمّة الثلوج الأوروبية قال بتنهيدة واحدة ( للأسر لا للسرور يغرّد في القفص العصفور ) ثم بدأ درسه المعتاد . وبقيت هذه الكلمة محفورة في قلبي وستبقى للأبد .




للأسر , , لا للسرور ,

يغرّد في القفص العصفور , ,


تنهيدةٌ جميلة في زمنٍ , , الهمّ فيه دائم الحضور

ويبقى المأسور , ,

في نظر الحضور

أنه في حبور ! !!

فالقفص الجميل في أطرافه الورد والزهور .

لذلك , , , , قرّر العصفور

أن يخفي أنه كائنٌ مقهور

ويطرب الجميع , بلحنه البديع

وهو في قفصه محصور ! !!!

* * *


لا … لن يجور

.. لكنه بطبعه غيور

فهكذا الطيور

لاتجد الحياة ,, إلا

حينما تقتات في البكور

خفيفةٌ في حجمها

قويةٌ بطبعها

لاتعرف الغرور !!!

تحبّّ كل نور

وتكره الظلام

أو (( مملكة الجحور )) !!

* * *

قد تصنع أعشاشها من خشب البخور

لأنها . .

في عينها

لاتكبر الأمور

لاتعرف الثمين , والغثّ والسمين

فهمّها الوحيد

في يومها الجديد




في لقمةٍ ..

ونظرةٍ قريبة الحدود

العشّ والصِغار

في غصن إيك فارعٍ من شجر الصبّار !! !

وتترك الأرض في الغابات

(( للأسُود ! ! ))

فالعيش في السماء

فضاءٌ في فضاء !

لاتعرف السدود أو جـمارك الحدود !

لكنه ( عصفورنا ) رهين في القفص اللعين

تغريده الذي أطربنا … هو الأنين . !!

للأسر ياحضور ! !!

وليس للسرور , !!

أطربنا بصوته أسيرنا العصفور . !



بيّاع الورد

14/11/1424هـ

No comments: